سورة فاطر - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فاطر)


        


{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}
{الصَّالِحُ} {أُوْلَئِكَ}
(10)- مَنْ كَانَ يُريدُ أَنْ يَكُونَ عَزِيزاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، فَلْيَلْزَمْ طَاعَةَ اللهِ، فَإِنَّهُ يُدْرِكُ بِذَلِكَ مَا يُريدُ، لأنَّ اللهَ مَالكُ الدُّنيا والآخِرَةِ، سوَلَهُ العِزَّةُ جَميعاً. واللهُ تَعَالَى يَقْبَلُ طَيِّبَ الكَلامِ (كَالتَّوحِيدِ وَالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ القُرآنِ). وَالعَمَلُ الصَّالِحُ الذِي أَخْلَصَ العَبْدُ فِيهِ النِّيَّةَ يَرْفَعُ الكَلِمَ الطَّيِّبَ إِلى اللهِ، لِيُثِيبَ العَبْدَ عَلَيهِ (أَوْ وَاللهُ يَرْفَعُ العَمَلَ الصَّالِحَ فَيَقْبَلُهُ) أَمَّا العَمَلُ الذِي لا إِخلاصَ فِيهِ فَلا ثَوَابَ عَليهِ. والذينَ يَمْكُرُونَ المَكْرَ السَّيِّءَ بِالمُسْلِمِينَ، وَيَعْمَلُونَ مَا يُسيءُ إِلَيْهِمْ، وَمَا يُضْعِفِ أَمَرَهُمْ وَيُشَتِّتُ جَمْعَهُمْ وَيُفَرِّقُ كَلِمَتَهُمْ، فَإِنَّ اللهَ يُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أليماً وَمَكْرُهُمْ يَذْهَبُ وَيَضْمَحِلُّ، وَلا يُحَقِّقُ غَرَضاً، لأَنَّهُ سَيَنْكَشِفُ عَمَّا قَريبٍ.
الكَلِمُ الطِّيِّبُ- كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَعِبَادَاتُ اللِّسَانِ.
العَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ- يَرْفَعُ اللهُ العَمَلَ الصَّالِحَ وَيَقْبَلُهُ.
يَبُورُ- يَفْسُدُ وَيَبْطُلُ.


{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)}
{أَزْوَاجاً} {كِتَابٍ}
(11)- وَاللهُ تَعَالى خَلَقَ آدَمَ أَبَ البَشَرِ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ يَتَنَاسَلُونَ عَنْ طَريقِ التَّزَاوُجِ فَيُخْلَقُونَ مِنْ مَاءٍ مَهِينِ يُصَبُّ فِي الأَرْحَامِ، ثُمَّ جَعَلَ البَشَرَ أصنَافاً (أَزْوَاجاً) ذُكُوراً وَإِنَاثاً، وَجَعَلَ للأَنْفُسِ أَزْوَاجاً مِنْ جِنْسِها لِيَسْكُنَ بَعْضُها إِلى بَعْضٍ وَيَطْمَئِنَّ، وَجَعَلَ عَدَدَ الإِنَاثِ مُقَارِباً عَدَدَ الذُّكُورِ لِحِفْظِ النَّوعِ، وَلا تَكُونُ المُقَارَبَةُ فِي العَدَدِ إِلاّ بِعِلْمٍ وَتَقْدِيرٍ وَتَدْبيرٍ، وَلا تَحْمِلُ الإِنَاثُ وَلا تَضَعُ، إِلا بِعِلْمِ اللهِ وَتَقْدِيرِهِ لا يَخْفَى عَلَيهِ شيءٌ مِنْ ذَلِكَ. وَلا يَقْضِي عَلَى أَحَدٍ بِطُولِ العُمُرِ إِلا بَلَغَ مَا قَدَّرَهُ اللهُ لَهُ، لا يَزِيدُ عَلَيهِ وَلا يَنْقُصُ، وَلا يَقْضي عَلَى أَحَدٍ بِقِصَرِ العُمْرِ إِلا اسْتَوفَى مَا قُدِّرَ لَهُ بِدُونِ زِيَادَةٍ وَلا نُقْصَانٍ. وَكُلُّ ذلِكَ مَكْتُوبٌ فِي أُمِّ الكِتَابِ عِنْدَ اللهِ.
وَضَبْطُ هذا النِّظَامِ البَديعِ القَائِمِ فِي الكَوْنِ هُوَ أَمْرٌ هَيِّنٌ عَلَى اللهِ، لأَنَّهُ تَعَالى عَالِمٌ بِكُلِّ شَيءٍ، وَقَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيءٍ.
أَزْوَاجاً- ذُكُوراً وَإِناثاً.
مُعَمَّرٍ- طَوِيلِ العُمْرِ.


{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)}
{سَآئِغٌ}
(12)- يُنَبِّهُ اللهُ تَعَالى العِبَادَ إِلى قُدْرَتِهِ العَظِيمَةِ عَلَى خَلْقِ الأَشْياءِ المُخْتَلِفَةِ: فَخَلَقَ المِيَاهَ: مِنْهَا مَا هُوَ عَذْبٌ صَافٍ شَدِيدُ العُذُوبَةِ، تَقْبَلُ النَّفْسُ تَنَاوَلَهُ بِسُهُولَةِ (سَائِغٌ شَرَابُهُ)، وَهِيَ المِيَاهُ التِي تَحْويها الأَنْهَارُ وَأَكْثَرُ البُحَيْراتِ وَالآبَارِ.. فَيَشْرَبُها الإِنْسَانُ وَالحَيَوَانُ، زَتُسْقَى مِنْهَا النَّبَاتَاتُ. وَمِنْهَا مَا هُوَ مِلْحٌ شَدِيدُ المُلُوحَةِ (أُجَاجٌ)، كمِياهِ البِحَارِ وَبَعْضِ البُحَيراتِ.
ثُمَّ يَقُولُ تَعَالى إِنَّ البَشَرَ يَسْتَخْرِجُونَ مِنْ كِلا المَاءَيْنِ: العَذْبِ وَالمِلْحِ، لَحْماً طَرِيّاً يَتَغَذَّوْنَ بِهِ هُوَ لَحْمُ الأَسْمَاكِ والحَيَوانَاتِ المائِيَّةِ.
وَيَسْتَخرِجُونَ حِلْيَةً (لآلِئَ وَمَرْجَاناً وَغَيرَها) يَلْبَسُها النّاسُ. وَتَجْرِي السُّفُنُ فِي كَلا المَاءَيْنِ (تَمْخُرُ) وَهِيَ تَحْمِلُ النَّاسَ وَالأَنْعَامَ والأَقْوَاتَ والبِضَائِعَ مِنْ قُطْرٍ إِلى قُطْرٍ، لِينْتَفِعَ بِهَا النَّاسُ، وَيَتَكَسَّبُوا بِالاتِّجَارِ بِها.
وَلا يَسْتَوي فِي عِلْمِ اللهِ البَحْرَانِ المِلْحُ وَالعَذْبُ، وَإِنِ اشْتَرَكَا فِي بَعْضِ خَصَائِصِهِمَا وَمَنَافِعِهِمَا، وَقَدْ سَخَّرَ اللهُ تَعَالى كُلَّ ذَلِكَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ وَيَعْتَبِرُونَ، وَيَشْكُرُونَ اللهَ عَلَى أَنْعِمِهِ وَآلائِهِ.
عَذْبٌ فُراتٌ- حُلْوٌ شَدِيدُ العُذُوبَةِ.
سَائِغٌ شَرَابُهُ- مَرِيءٌ سَهْلٌ ابْتِلاعُهُ.
مِلْحٌ أُجَاجٌ- مِلْحٌ شَدِيدُ المُلُوحَةِ.
مَوَاخِرَ- تَشُقُّ عُبَابَ المَاءِ بِحَيَازِيمِهَا.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8